Skip to main content

مستوطنون عن الضربات الصاروخية الإيرانية لبئر السبع: بدت وكأنها نهاية العالم 

25 حزيران 2025
https://qudsn.co/2025-06-24 08.39.48

ترجمات عبرية - خاص قدس الإخبارية:  ضرب صاروخ إيراني، يوم الخميس الماضي، موقعًا قريبًا من مستشفى “سوروكا” في مدينة بئر السبع المحتلة، ما أسفر عن دمار واسع في أحد أبرز المرافق الطبية لدى الاحتلال في جنوب فلسطين. صحيفة يديعوت أحرونوت اعتبرت أن هذا الاستهداف شكّل لحظة مفصلية في التصعيد الأخير، إذ لم تعد الجبهة الداخلية محصنة من النيران، مشيرة إلى أن المستشفى يُعد مركزًا طبيًا حيويًا يخدم مئات آلاف المستوطنين في النقب.

أظهرت الصور والمشاهد التي بثها الإعلام العبري حالة من الصدمة والذهول في صفوف المستوطنين. وقال بعضهم للصحيفة إنهم عاشوا لحظات من الانهيار النفسي العميق، ونقلت الصحيفة عن أحد من تم إجلاؤهم من منزله قوله: “عندما يُصاب المكان الذي من المفترض أن ينقذك، تنهار داخليًا”، في إشارة إلى الشعور بانعدام الأمان حتى في أكثر المواقع حساسية بالنسبة للجبهة الداخلية.

في ذروة هذا التصعيد، قُتل أربعة مستوطنين في ضربة صاروخية مباشرة استهدفت ملجأ محصن، بينهم الجندي إيتان زكس (18 عامًا)، ووالدته ميخال (50 عامًا)، وصديقته نواع بوغوسلافسكي (18 عامًا)، وجارتهم نعومي شأنان (73 عامًا). ووصفت يديعوت أحرونوت الضربة بأنها واحدة من أخطر الحوادث التي عرفتها بئر السبع خلال هذه الجولة، إذ سُجّلت نحو 70 نقطة سقوط أو اعتراض في النقب خلال أسبوعين فقط.

تضررت عدة أحياء استيطانية، معظمها لا تتوفر فيها ملاجئ محصنة، لا سيما في بئر السبع، وأُصيبت الأقسام الجراحية في مبنى مستشفى سوروكا القديم إصابة مباشرة. ونقلت الصحيفة عن نائب مدير المستشفى، يردين نيفو، وصفه للمشهد بأنه “يشبه نهاية العالم”، مضيفًا: “هذه كارثة حقيقية. المستشفى يخدم نحو 700 ألف مستوطن، لكنه يفتقر إلى التحصين. رأيت ألسنة اللهب مشتعلة عند وصولي. فقدنا نحو 500 سرير، وأقسامًا حيوية مثل جراحة المسالك، والأنف والأذن والعيون”. وقدّرت الصحيفة حجم الخسائر بما يتراوح بين نصف مليار إلى مليار شيقل.

وفي سياق متصل، لحقت أضرار جسيمة بجامعة “بن غوريون” القريبة من المستشفى، إذ خسر 50 من أعضاء هيئة التدريس مساكنهم، ودُمّرت ستة مختبرات بشكل كامل، فيما تضررت تسعة مختبرات أخرى. ووفقًا لما أوردته يديعوت أحرونوت، فإن تقديرات الخسائر في الحرم الجامعي قد تصل إلى مئات ملايين الشواقل. ونقلت صحيفة هآرتس عن رئيس الجامعة قوله إن “جميع طياري سلاح الجو الذين تم تدريبهم في العشرين عامًا الأخيرة هم من خريجي جامعة بن غوريون، ومعظم كبار الباحثين في وحدات الاستخبارات الإسرائيلية تخرجوا من جامعات البلاد”. وأضاف أن منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية، بما فيها “القبة الحديدية” و”مقلاع داوود”، انطلقت أبحاثها من الجامعات.

وبحسب ما كشف الإيرانيون، فإن مستشفى سوروكا لا يُعد منشأة مدنية فحسب، بل يستخدمه أيضًا ضباط كبار وقادة في جيش الاحتلال يتبعون لقيادة المنطقة الجنوبية، وهي الجهة المسؤولة عن إدارة العمليات في غزة. كما يقع المستشفى ضمن نطاق أمني-عسكري قريب جدًا من مقر القيادة الجنوبية، ما يعني أن الاستهداف لم يكن عشوائيًا، بل طال مساكن ضباط ومقار أمنية تُستخدم أحيانًا بواجهة مدنية.

أُجبر أكثر من 700 مستوطن على مغادرة منازلهم في بئر السبع، وتم نقلهم إلى فنادق في المدينة وفي منطقة البحر الميت، بما في ذلك فندق “ليوناردو”، وفقًا لتقرير يديعوت أحرونوت. وأُعلن عن ثلاث بنايات باتت غير صالحة للسكن، فيما وُصفت عشرات المباني الأخرى بأنها “سليمة ظاهريًا” لكنها تعاني من خلل إنشائي قد يهدد حياة سكانها، وسط غياب أي ضمانات للعودة الآمنة.

أحد المستوطنين، ويدعى سيمون، وصف الأضرار التي لحقت بمنزله قائلًا للصحيفة: “النافذة طارت إلى الحمام، والباب انفصل مع الإطار. البلدية قدمت مساعدة أولية، لكن لا نعرف إلى متى سنبقى هنا. الغموض يسيطر على المشهد”. 

وفي فنادق الإيواء المؤقت، لم تخلُ الأمور من الفوضى. مستوطنة أُجبرت على مغادرة فندق “ليوناردو” قالت لـيديعوت أحرونوت: “قالت لي الأخصائية الاجتماعية: تحمّلي، الآن المسؤولية عليكم. كأنها تتنصل. لا معلومات واضحة، ولا أحد يضمن لنا بدل إيجار. نحن في حالة ضياع”. وأكدت أن زوجها بات يفكر في استئجار شقة رغم عدم معرفته إن كانت الجهات الرسمية ستعوضهم.

مشاعر الخوف والرعب لا تزال تسيطر على مستوطني بئر السبع، الذين وصفوا ما جرى بأنه “غير مسبوق”. وقالت إحدى المستوطنات للصحيفة: “ظننت أنني سأموت في الملجأ. كل شيء انفجر. قالوا إن هناك وقف إطلاق نار، لكنني لا أصدق. الصمت أصبح أكثر رعبًا وإخافة”.

للمزيد من التفاصيل: إضغط هنا